في حال كنت مهتما بمجال قراءة الكتب بشكل عام وترغب بقراءة الكتب الأدبية و الروائية ؛ فـ رواية"أمانوس " هي إحدى أجمل الروايات وأكثرها متعة، إن كُنت تتابع معنا سلسلة مملكة البلاغة ووصلت للجزء الثالث فحتمًا أنت مُحارب، أكاد أنظر إلى عينيك وأنت تقرأ كلماتي، أرى الشّغف والشوق إلى مغامرة جديدة يطلّ منهما، فمرحبًا بك. ما زالت مملكة البلاغة تستدعي المحاربين للدفاع عن الكتب، وعن القيم، وعن طُهر الكلمات التي دوّنت بين دفّتي تلك الكتب، والمحاربون يتهيئون هنا وهناك، وفي لحظة فارقة، وفجأة، سيظهر لك
الرّمز كما ظهر لغيرك، وستدور الكُتب حولك في الهواء، وسترى صورتك في كتاب خلت صفحاته من الكلمات، سيقشعرّ بدنك، وستتسارع دقّات قلبك، وستركض نحو أبيك أو جدّك وأنت تحمل الكتاب الذي قام باختيارك، أنت بالذّات، وسيزورك صقر مهيب يخفق بجناحيه ليحملك إلى هناك، ستفاجأ أنّه يُحدّثك بلغة البشر، فلا تقلق عندما يصعد فوق رأسك، ولا تجزع عندما يغطي عينيك بريش جناحيه، فقد حان الوقت، وسترحل إلى "مملكة
كما أن للروايات جوانب أخرى غير الاستمتاع بالأحداث وتشويقاتها،
فهي تنمّي الفِكر من خلال المواضيع المطروحة، وتساهم في تطوير اللغة العربية لدى القارئ فبلاغة الكلام وحسن سبك المعاني يرقى بلغتك ويزيد من حصيلة المفردات والأساليب اللغوية لديك، كما أنها تغير نظرتك لأشياء عديدة وتعلمك أموراً كنت تجهلها.
كما وأنها تلهمك الصبر لدى قرائتها وتنمّي الخيال كونك تبحر وتتخيل في صفات الشخصيات بالغوص في الأحدات وتخيل نفسك مكان هذه الشخصيات وكأنك روح متحركة، وبهذا تفتح أبواباً مغلقة لعوالم كنت تجهلها كل هذا، يكسبك مهارة الاستنباط في محاولتك لاستنباط أهداف الكاتب من الروايةوما الفكرة التي أرادها الكاتب أن تصل للقارئ ، وهذا اقتباس من الرواية : فيلق من الفراشات الزرقاء يحلّق برشاقة قرب سطح البحر اللازورديّ الفتّان. وكأنّه يشاكسه بأقدامه الدقيقة، لمسة خفيفة لسطحه اللجيني كانت تكفي لإثارة غضب البحر، تحت سطح الماء كان غناء حيتان "أوركا" ينساب شجيًا مُهدهدًا لسطح الماء، بجمالهم الأخّاذ وقوّتهم الظاهرة وألوانهم البديعة كانوا يعيشون في جماعات، يمخرون عباب البحر ويتنقلون في أسراب، يصدرون صفيرًا مميزًا بتمرير الهواء بين أفواههم والفتحات التي في رؤوسهم فيما يشبه الجوقة الجماعية، لو أنصتّ إليهم وكُنت تفهم لغة الأُوركا لأحببتهم، ولكن لو راقبتهم خلال الليالي الحنادس في نهاية كلّ شهر قمري سيقشعر بدنك!
تعليقات
إرسال تعليق